مئذنة صغيرة

13 أكتوبر

تطرقنا في موادنا السابقة إلى المساجد ذات المآذن الكبيرة المشيدة في أراضي البُلغار وأهميتها وقيمتها لشعوب هذه البلاد ولتاريخ المنطقة ككل، إلا أن المساجد ذات المآذن الصغيرة ليست أقل أهمية من ناحية رمزيتها التاريخية أيضاً، وسنطلعكم اليوم على أحدها
باتت المناطق السكنية في منطقة المئذنة الصغيرة وإلى الجنوب الشرقي منها آخذة في الاختفاء، ربما كان هذا نتيجة لحملة عام 1361 من قبل الحشد الذهبي لخان المغول بولاك تيمور. نشأت هنا مقبرة للنبلاء تم الحفاظ على العديد من شهودها وتلالها مخبأة تحت أنقاض مباني حجرية، وقد تم تنفيذ حفريات على أحد هذه التلال، اتضح أنه كان يخفي أنقاض ضريح صغير احتفظ الأساس منه على بعض لمحاته؛ مئذنة عبارة عن عمود ضخم بطول 11-12 متراً ويقع مدخلها على الجانب الشمالي
تحتل المئذنة الصغيرة مكانة خاصة بين آثار العمارة الشرقية (أذربيجان والشرق الأدنى) وتتميز بأصولها القادمة من المدرسة المعمارية المحلية وتقاليد فترة ما قبل المغول. في هذه الخصائص يتجلى أسلوب العمارة البُلغارية: بساطة وبناء الحلول الحجمية والمكانية واعتدال وإيجاز الزخرفة والتعبير الضعيف عن علامات ما يسمى بعهد السلاجقة
وفقاً للأساطير كانت تسمى المقبرة بالقرب من المئذنة الصغيرة بـ مقبرة “الخان”. وتم الحفاظ على شواهد القبور الحجرية فوق بعض القبور لفترة طويلة. وقد امتدت القبور في صفوف من الشمال إلى الجنوب – حيث تم إجراء معظم المدافن في صناديق وضعت عليها أقبية حجرية صغيرة. في النصف الثاني من القرن 14 تم بناء مئذنة هنا والتي، على عكس المئذنة الكبرى بالقرب من المسجد الجامع، كانت تسمى المئذنة الصغيرة، حيث وضعت وفقاً للأساطير في مكان دفن “البُلغار المقدسين”. هذه المئذنة جزء لا يتجزأ من العديد من المقابر والمدافن ومساجد العزاء المحيطة
 
رابط المصدر: https://bulgar.pnzgu.ru/culture/architecture