دار الطباعة الآسيوية لمدرسة الذكور الرياضية الإمبراطورية في قازان

في عام 1800، تم، بموجب مرسوم من القيصر بافل الأول، افتتاح أول مطبعة تترية في
الإمبراطورية الروسية في مبنى أول مدرسة رياضية للذكور في قازان لطباعة الكتب بالخط العربي.
وألصقت بها تسمية الـ “الآسيوية” لأنها كانت تحتوي على خطوط عربية فقط.
تم تعيين الراية المتقاعد عبد العزيز بوراشيف مالكا للمطبعة الآسيوية، وحمزة ماميشيف مدققا لغويا
فيها، وغالي رحمتولين كاتبا، فيما كان المشرف على الرقابة فيها هو إمام مسجد التتار القديم محمد عبد
الرزاقوف.
تم تأجير المطبعة بشروط مرهقة، خصوصا وأنه تم افتتاحها للتو ولم تكن تحقق ربحا، لذلك نشأ
تساؤل حول رحيل عبد العزيز بوراشيف، لكن التجار يوسوب أبانييف ومورزا كالميتوف وغابدلمازيت
باكيروف قاموا بإيداع رهن وأكدوا على ملاءته.
في وقت لاحق، حتى عام 1806، كان التاجر يونس أبانييف يعمل على نشر الكتب في دار الطباعة،
مبرما عقدا مؤقتا مع المدرسة. من بين الكتب الثمانية التي طبعها أبانييف خلال هذه السنوات، تم نشر النص
الكامل للقرآن مرتين، والهفتياك (مجموعة من السور والآيات الأكثر قراءة من القرآن الكريم) (الجزء السابع
من القرآن) – أربعة مرات، بالإضافة إلى ذلك تم استئناف تخطيط طبعات سانت بطرسبرغ من القرآن.
ومع ذلك، ونظرا لارتفاع تكلفة صيانة المطبعة، وتلف الخطوط بمرّ الزمن، اضطر يونس أبانييف
إلى التخلي عن نية استئجارها. فأصبحت بعد ذلك دار الطباعة تحت الولاية القضائية الكاملة للمدرسة،
وأدخلت أسعار عالية لطباعة الكتب فيها. على سبيل المثال، دفع التاجر يونسوف 5203 روبل لطباعة 3000
نسخة من القرآن في عام 1814، هذا من دون احتساب تكلفة الورق والتجليد، أي أكثر من ضعف تكلفة دار
الطباعة نفسها.
في عام 1829، أصبحت دار الطباعة الآسيوية جزءا من مطبعة جامعة قازان. كجزء من واحدة من
أقدم الجامعات في البلاد، ستستمر المطبعة في طباعة الكتب العربية، بما في ذلك المصحف، وذلك حتى ثورة
فبراير البلشفية. وسنتحدث عن هذا في المرة القادمة.
ختاما، يجدر القول إنه تم في 20 مايو 2023 افتتاح لوحة تذكارية على مبنى دار الطباعة لمدرسة
الذكور. ويمكن رؤية في الصورة المبنى ولوحة برونزية عليها نقش باللغات التترية والروسية والعربية
مفاده: “هنا، في عام 1803، في دار الطباعة الآسيوية لبورشوف، طبع المسلمون القرآن الكريم، والذي
أصبح يعرف فيما بعد باسم “قازان بسمسي” (طبعة قازان). منذ ذلك الوقت، أصبحت قازان أول مدينة في
العالم تنشر القرآن على نطاق واسع”.
*المواد مقدمة من “محمية متحف كرملين قازان”
منشورات أخرى
جميع المنشورات
مصحف عام 1803 المخصص للأطفال

23 أغسطس
مساجد مستوطنة التتار القديمة
من بين المعالم التاريخية والمعمارية لمستوطنة التتار القديمة هناك نصب تذكاري يثير لدى المسلمين على مدار قرنين من الزمن شعورا خاصا - شعورا بالتوقير. هذا النصب هو أحد أقدم وأول مسجدين حجريين في المدينة، تم بنائهما بعد فتوحات خانية قازان، وقد بات المسجد معروفا الآن باسم الشخصية الدينية البارزة شيغابوتدين مَرجاني.
