أحمد غاليفيتش خوساينوف
8 يونيو
ولد في سيتوفسكي بوساد (كارغال التتري) بالقرب من مدينة أورينبورغ. جاء الأسلاف البعيدون للتاجر المستقبلي إلى هنا في منتصف القرن الثامن عشر من قرية كيبياك-كوزينو في مقاطعة قازان. في شبابه، افتتح خوساينوف مع إخوته غاني ومحمود مشروعه الخاص لتجارة السلع الصغيرة والمواد الخام في أورينبورغ، والتي تحولت فيما بعد إلى واحدة من أكثر الشركات ازدهارا في عالم التتار. إذ تم افتتاح مكاتب تمثيلية لشركة خوساينوف فضلاً عن أكبر المراكز في روسيا وآسيا الوسطى كذلك في برلين ولندن. ويمكن أن يُطلق على التاجر بحق لقب الشخصية البارزة في النهضة الوطنية لأوائل القرن العشرين والذي مول عملية إصلاح التنوير الشعبي
أحمد خوساينوف، الذي لم يتقن أبدا المهارات الأساسية في القراءة والكتابة داخل جدران المكتب الكاظمي، والذي على الرغم من ذلك تمكن من جمع ثروة هائلة، رأى بلا شك السبب الرئيسي لمصائب الناس والفقر والجهل في العادات البالية القديمة التي سادت المدرسة الطائفية آنذاك. لقد كرر مراراً أن التعليم اللائق كان لساعده على تحقيق نجاح أكبر في المجال التجاري. هذا هو السبب الذي جعله يمول بوعي وبهدف المؤسسات التعليمية الجديدة، ودفع مقابل عمل المدرسين والمعلمين ذوي العقلية التقدمية في جميع أنحاء البلاد، ولم يدخر أي نفقات لبناء المدارس، ونشر الأدبيات التعليمية اللازمة
بمبادرة من أحمد خوساينوف ظهرت في عام 1889 مدرسة الـ “حسينية” في أورينبورغ – واحدة من أكبر المدارس الإسلامية من النوع الجديد، حيث عمل ودرّس ممثلون بارزون للمثقفين التتار – سونجات بيكبولاتوف، طاهر إلياسي، جمال فاليدي، غاياز إسحاكي، شريف كمال، برهان شرف، نورغالي نادييف، فاتح كريمي، موسى بيجييف، غايسا إنيكيف، ذاكر قادري، ساجيت رامييف، عبد الرحمن سجدي، موسى جليل وغيرهم الكثير. جنبا إلى جنب مع إخوته، أقام أحمد باي عشرات المساجد في مختلف مقاطعات روسيا مع مباني مدرسية مجهزة تجهيزا جيدا ملحقة بها
في عام 1896، تقاسم مع إخوته الثروة المكتسبة من خلال العمل المشترك، وانتقل أحمد باي إلى قازان، حيث أعلن عن رؤوس أمواله في النقابة الأولى واستقر في قصر رائع على ضفة كابان (42 شارع مارجاني). هنا، وحتى وفاته عام 1906، واصل رجل الأعمال أنشطته الخيرية، ودعم مالياً جميع المدارس الحديثة في المدينة، وخاصة المدرسة المحمدية، وهي جمعية خيرية إسلامية. كما كتب ر. فخروتدينوف؛ “خلال السنوات العشر التي قضاها في قازان، قام بتخصيص 3000 روبل أو أكثر من كل دخل له، وبنى 20 مبنى من المساجد والمدارس، ودفع مقابل عمل المعلمين في 40 مكتبا، وزود 200 مدرسة بالكتب المدرسية اللازمة”
في نهاية حياته، ورّث أحمد باي ما يقرب من نصف مليون روبل لتلبية احتياجات التعليم. كان التاجر ينوي توجيه هذه الأموال إلى إنشاء قاعدة مادية صلبة لأكبر المدارس الجديدة، وإنشاء نظام للمنح الدراسية الهادفة لتعليم الطلاب الموهوبين في مؤسسات التعليم الثانوي والثانوي التقني والعالي في روسيا، فضلاً عن المراكز التعليمية الإسلامية في الشرق العربي. كما دعا إلى توفير نوع من “المنح” لكتابة ونشر العلوم الشعبية والأدب التربوي والتنويري. حتى ثورة أكتوبر 1917، تم تحقيق هذه الأهداف بنجاح من قبل مجلس أمناء خاص ضم قادة روحيين موثوقين وممثلين عن البرجوازية والمثقفين
المؤلف: ساليخوف راديك ريموفيتش
مدير معهد التاريخ الذي يحمل اسم الشيخ مرجاني التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية تتارستان، دكتور في العلوم التاريخية، عالم مشرف في جمهورية تتارستان، عضو عامل في أكاديمية العلوم في جمهورية تتارستان