العمارة الإسلامية في بُلغار الفولغا
11 سبتمبر
في القرن الماضي، تم اكتشاف ودراسة الآثار المتبقية للمباني من القرن العاشر – أوائل الثالث عشر في كل من مستوطنات بُلغار وبيليار وييلابوج وسوفارا وهولاش وكراسنوسيونديوكوفسك وفي بلدة موروم. وقد تمت دراسة بقايا المباني الأثرية لمدينتي بيليار وسوفارا بشكل كامل. على مدى العقود الماضية، تم كشف ودراسة بقايا المباني المصنوعة من الطوب والخشب ذات الطبائع المختلفة، والتي تشير إلى أنه بحلول القرن العاشر كانت هناك ثقافة بناء متطورة بما فيه الكفاية سائدة في المنطقة
مع ظهور المدن في المنطقة، بوشر في تشييد المباني العامة: الجوامع والمساجد والمآذن والحمامات العمومية وغيرها. أول جامع مسجد في المنطقة بُني في بيليار عام 922 على طراز المساجد العربية متعددة الأعمدة وكان خشبياً. تم توجيه المحراب والمحور الطولي لمبنى المسجد على طول السمت 25-115 درجة تجاه مكة المكرمة. وفي منتصف القرن العاشر تمت إضافة مسجد حجري متعدد الأعمدة إلى المسجد الخشبي مع مئذنة تعلو على بعد 1.5 متر من جداره الشمالي الغربي أو بجواره عبر الممر. بعد بناء الجزء الحجري من المسجد أعيد بناء الجزء الخشبي مع زيادة في الامتدادات بين الدعامات الخشبية. ويرجح الباحثون وجود دهاليز وأسقف مائلة معزولة في جامع مسجد بيليار
الجدير بالذكر أنه تم لأول مرة في منطقة فولغا كاما بناء مبنى ديني إسلامي حجري ضخم مع مئذنة عالية على شكل برج. وفقا لأوصاف شهود العيان كان لها قاعدة على شكل مكعب وجذع أسطواني مستدق نحو الأعلى. عند بناء هذا المسجد، أتقن الحرفيون البُلغار تقنيات البناء في تشييد هياكل من الطوب والحجر، فاستخدموا الحجر الجيري الأبيض للجدران والطوب المحروق في الأماكن المهمة من الناحية الهيكلية: الأقواس والأقبية. بات هذا المسجد الحجري أقدم مبنى حجري في المنطقة، كما تدل على ذلك بشكل موثوق الحفريات الأثرية. وإذا تم في بناء المسجد الخشبي استخدام الهيكلية المكانية المعمارية للمسجد الشرقي متعدد الأعمدة المتجسد في الهياكل الخشبية المحلية، فمن الواضح أنه قد تم في المبنى الثاني استخدام أشكال وتقنيات تصميم الهياكل الحجرية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. هذا ويمكن افتراض إمكانية استعارة نماذج العمارة الأثرية في آسيا الوسطى لذلك الوقت في تشييد مسجد جامع بيليار من خلال حقيقة أن اتجاه الإسلام في آسيا الوسطى كان سائداً في بُلغاريا فضلاً عن أنه قد تم منذ اعتناق الإسلام رسمياً الحفاظ على علاقات دينية وتجارية وثيقة مع دول آسيا الوسطى
يمكننا الحكم على مظهر المسجد بشكل مفترض فقط، إذ يقدم المؤرخون المعماريون نظرياتهم المعمارية المختلفة لمظهر مسجد جامع بيليار. من جانب آخر، هناك على الأغلب في المدينة الكبيرة العديد من المساجد، حيث تم ملاحظة بقايا المسجد الرئيسي في ساحة سوق مستوطنة بيليار، والتي ذكرها المسافرون العرب، في القرن التاسع عشر من قبل العالم كازارينوف الذي شاهد بقايا أعمدة أسطوانية مع محيط 2 أرشين (أكثر من 140 سم). أي أنه في عاصمة بُلغاريا، بالإضافة إلى المسجد الجامع الموصوف أعلاه والذي كان يقع في القلعة – المركز الإداري، كان هناك أيضاً مبنى ضخم للمسجد الجامع الرئيسي في السوق المركزي للمدينة. لم يتم تحديد متى تم بناء هذا المسجد وما كان عليه شكله بالضبط، حيث لم يتم إجراء حفريات أثرية في مكانه. ولكن، وعلى الرغم من حقيقة أن علماء الآثار قد وجدوا بقايا مسجد قصر الجامع فقط، إلا أنه كان هناك بلا شك مساجد أخرى تكون قد شُيدت في الأسواق والمقابر (كمجالس عزاء) وسراي القوافل والأحياء السكنية والمستوطنات. من الممكن أن تكون هذه المساجد قد بُنيت من الخشب أو الحجر أو الطوب. ومع ذلك، لم يتم حتى الآن كشف مساجد الرعية بعد لأنه تم الكشف على جزء صغير فقط من آثار أراضي منطقة بُلغاريا الشاسعة
رابط المصدر https://bulgar.pnzgu.ru/culture/architecture