طبعات سانت بطرسبرغ من القرآن الكريم

سنطلعكم اليوم على تاريخ طباعة القرآن الكريم في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية
في عام 1783، وقعت القيصرة الروسية، يكاتيرينا الثانية مرسوما بشأن دور الطباعة الحرة، الذي
سمح للأفراد العاديين بممارسة أعمال النشر. وهكذا، ظهرت في العواصم، ولاحقا في مدن المحافظات،
مطابع، وظهرت طلبات على كتب على أساس النص العربي، وعلى كتب ذات محتوى ديني. وباتت دار
الطباعة الآسيوية يوهان كارل شنور في سانت بطرسبرغ واحدة من أولى المطابع التي تخدم هذه الطلبات.
في هذه الدار بالذات تم في عام 1787 طباعة النص العربي الكامل للقرآن الكريم لأول مرة في
روسيا، وقد تم نشر طبعات منه بأمر من يكاتيرينا الثانية في 1200 نسخة.
تُظهر الصورة الصفحات الأولى من طبعة عام 1787 من المكتبة الشخصية للقيصرة يكاتيرينا.
اليوم، هذا الكتاب محفوظ في المكتبة الوطنية الروسية (بمدينة سانت بطرسبرغ).
تم إعداد النص للنشر من قبل الخطاط التتاري وعالم القرآن عثمان إسماعيل. وطُبع القرآن بخط
مصبوب خصيصا على أساس خط يد عثمان إسماعيل نفسه. كما قام هو شخصيا بإعداد التفسيرات حول
طرق قراءة النص، وتم وضع هذه التفاسير في هوامش النص الرئيسي للقرآن. كل هذا سمح للباحثين
بالتحدث عن الطبيعة الإسلامية لقرآن سانت بطرسبرغ، الأمر الذي ميزه بشكل إيجابي عن أسلافه من
الطبعات الأوروبية.
على مدى السنوات العشر التالية، أعيد طبع القرآن الكريم في إطار هذه المجموعة ست مرات تراوح
عدد الطبعات فيها من 1200 إلى 3600 نسخة.
استمرت عملية طباعة القرآن في روسيا حتى بعد وفاة القيصرة يكاتيرينا الثانية. هكذا، وفي عام
1798، وبمرسوم من القيصر بافل الأول، تم نشر القرآن في مطبعة سانت بطرسبرغ “سينات” – “مجلس
الشيوخ”.
بحلول هذا الوقت، كان قد تم إغلاق مطبعة شنور، وتم نقل جزء من معداتها وخطوطها إلى مدينة
قازان، حيث سيبدأ النشر الشامل للقرآن. وهذا ما سنحكيه لكم في نشرتنا القادمة.