تاريخ المدرسة المحمدية – الجزء 1


تظهر في كافة أنحاء روسيا – في أستراخانْ وقازان وأوفا وأورينبورغ وغيرها من مدن المقاطعات والأقاليم مدارس ذات المناهج التقدمية. وكانت إحدى تلك المدارس الإسلامية الرائدة والأكثر شهرة بين التتر هي مدرسة “المحمدية” في قازان.
 
مؤسس هذه المدرسة هو المعلم الشاب غاليمجان غالييف، المعروف في الصحافة باسم غاليمجان بارودي (من العربية “بارودي” – البارود). في نهاية القرن 19، وكان معروفا كمعلم بارز وناشر وعالم دين وفيلسوف.
تم بناء هذه المدرسة في الجزء التجاري من المستوطنة القديمة على عدة مراحل. في عام 1882، بنى محمدجان غالييف (والد غاليمجان) مبنى حجري من طابق واحد، اشتهرت بين المسلمين باسم المدرسة “المحمدية” تكريما للمحسن محمدجان، بينما تم إدراجها في الوثائق باسم “مدرسة غالييف” – وفقا للقبه.
 
في عام الافتتاح نفسه فاق عدد الطلاب سعة مبنى المدرسة الجديدة مما دفع بمحمدجان إلى بناء قسم جديد تحت الأرض.
 
لسوء الحظ، في عام 1898، التهم حريق المبنى الخشبي للمدرسة بالكامل. ولكن، وبعد وقت قصير، قدم معارف البارودي يد العون. وقد كانوا من الموسرين والأثرياء، فتم بالفعل بمساعدتهم بناء مبنى حجري جديد من طابقين للمدرسة.
 
انتشرت شهرة “المحمدية” بين جميع مسلمي روسيا، وبعد فترة بات مبنى المدرسة الجديد مزدحما مرة أخرى، إذ ليس التتار، بل وأيضا البشكير والكازاخستانيين والقرغيز والكالميك وغيرهم من ممثلي الشعوب التركية في البلاد سعوا إلى اكتساب المعرفة في هذه المدرسة.
 
في عام 1901، منح العمدة ألكسندر ليبيديف الإذن ببناء مبنى للمدرسة من 3 طوابق. وقد بذل البارودي الكثير من الجهد لضمان أن تلبي طريقة الحياة الحديثة للمدرسة المتطلبات الصحية والنظافة في ذلك الوقت. إذ كان للمدرسة غرفة طعام ومطبخ ومستشفى ومكتب لتجليد الكتب وورشة أحذية وغابة اشجار وحديقة خضروات. أما في فصول الشتاء فقد أتيحت الفرصة لتلاميذ المدرسة متعة التزلج في الحديقة الشتوية للمدرسة.
ضمت المدرسة، بالإضافة إلى المبنى الرئيس، مدرسة للأطفال الفقراء الذين لا يستطيعون دفع تكاليف تعليمهم، فكانت تزودهم بالثياب واللوازم المدرسية مجانا، بل وتدفع لهم راتبا طلابيا.
 
وينبغي إيلاء اهتمام خاص لقسم تدريس البنات ضمن المدرسة المحمدية، الذي بادرت إلى تأسيسه مغروي أبيستاي، زوجة غاليمجان غالييف. وتم وضع المنهاج التعليمي للمدرسة، التي كانت تعمل منذ عام 1890، ليعلم على مدار 3 سنوات متتالية. وقد تم تسجيل كما الفتيات الصغيرات كذلك المستمعات الأكبر سنا فيها.