التتار المسلمون في

 من المعروف أن السلطان عبد الحميد الثاني، الذي اعتلى العرش العثماني من عام 1876 إلى عام 1909، نصب نفسه، إلى حد أكبر من أسلافه، خليفةً – “خليفة النبي محمد في الأرض”. ولا شك أن هذا الموقف أثر على السياسة الخارجية للدولة العثمانية، مما دفعها، إن لم يكن إلى التدخل المباشر في شؤون الدول ذات الكثافة السكانية المسلمة، فعلى الأقل إلى مراقبة أوضاع رعاياها المسلمين عن كثب.
 
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى تقارير، معروضة لعناية القراء الأعزاء، لإثنين من موظفي السفارة التركية في روسيا: السكرتير الثالث عبد الرزاق والسكرتير الأول سيد عبد الباقي، اللذين حضرا صلاة للمسلمين المقيمين في سانت بطرسبرغ، حيث أقيمت الصلوات، الموصوفة من قبلهما، بمناسبة عيد الفطر (باللغة التترية:  “أوراز بايرام”) عامي 1890 و1891 على التوالي. تتضمن تقارير الدبلوماسيين بيانات تاريخية ودينية، بل وحتى ذات صفة إثنوغرافية، بالإضافة إلى محاولات لتحليل وضع المسلمين الروس.
 
لم يكتف المسؤولين التركيين بملاحظة الاختلافات في الممارسات الدينية بين العثمانيين من جهة والمسلمين الروس من جهة أخرى، بل اهتما أيضًا بمظهرهم الخارجي. وقد قادت ملاحظات الدبلوماسيين إلى استنتاج مفاده بأن المسلمين الروس يعانون من ظروف تُفضي إلى “النسيان بكل بساطة” لدينهم.
 
إذا ما أردنا تحري الدقة، لم يُخالف ترتيب صلوات العيد التي أقيمت في سانت بطرسبرغ (على الرغم من التعليقات الواردة في تقارير عبد الرزاق، وخاصة عبد الباقي) القواعد المُعتمدة في المذهب الحنفي. على عكس افتراض عبد الباقي، لم يتم تغيير ترتيب أداء صلاة العيد، التي راقبها، في سانت بطرسبرغ عمدًا لإرضاء الإدارة الروسية. ويبدو أن عدم التكبير فقط قد يكون ناجمًا عن ضغط السلطات آنذاك. في الوقت نفسه، يُعدّ التكبير الهادئ أو الخافت، أو التكبير الصامت في القلب، مقبولًا تمامًا من منظور المذهب الحنفي في غياب الظروف المناسبة.
 
 أما فيما يتعلق باستخدام إمام سانت بطرسبرغ أثناء الخطبة للقب الخلفاء الراشدين المتواضع “أمراء المؤمنين”، كما كتب عبد الباقي، فإن افتراضه بأن ذلك قد يكون بسبب استياء الحكومة الروسية من “اللقب الشرعي” للخلفاء الراشدين – “خلفاء رسول الله”، أيضا أمرٌ غير صحيح على الأرجح بل كان تقليدا إسلاميا محليا.
 
 كما اندهش الدبلوماسيين التركيين من ثياب ومظهر “المسلمين التتار” القاطنين في سانت بطرسبرغ، والذين كانوا يرتدون ثيابا وفق النموذج الأوروبي حينذاك. فقد كان معظمهم (المسلمون الذين حضروا الصلاة – إ.م.) يرتدون قلنسوة على رؤوسهم، وبجانبها قبعة؛ وقد كتب عبد الرزاق بهذا الصدد: “كان بعضهم بلا لحية أو شارب، وبعضهم حلق شاربه فقط، وبعضهم كانت لحاهم متشعبة – باختصار، هذا المظهر الذي لاحظناه بين الأوروبيين غير لائق [بالنسبة للمسلمين]”، ويرد عبد الباقي عليه: “كان مظهرهم سببًا للاعتقاد بأنهم روس”.
 
 كان الأتراك يعتبرون الملابس الأوروبية (وخاصة القبعات) تقليديًا من علامات “أعداء الدين”. خصوصا، لم يُعجب عبد الرزاق بك التعامل السطحي مع مظهره وشخصه من قِبل “المسلمين الروس التعساء” (ويبدو أن هذا هو السبب في أنه عندما حضر عبد الباقي الصلاة في العام التالي، قرر الاختلاط بالحشد بارتداء قلنسوة تترية). ومع ذلك، لم يتردد عبد الرزاق في الإدلاء بتعليق ساخر حول »الجنرال المتقاعد جنكيز خان و”ذرية الخان”« الذين كانوا يعملون في إدارة المطاعم – المهنة الأقل هيبة من وجهة نظر العثماني المُلم بعلمه.
 
لم يكن بإمكان الدبلوماسيين الأتراك الحكم على وضع المسلمين الروس إلا من خلال سكان العاصمة الإمبراطورية، فيما عاش المسلمون في موسكو وسانت بطرسبرغ متفرقين ومندمجين بشكل كبير في المجتمع الروسي. ولكن، وفي الوقت نفسه، وفي منطقة الفولغا والأورال وسيبيريا، عاش السكان المسلمون عادةً في قرى مستقلة أو، في المدن، ضمن مستوطنات صغيرة، وحافظوا لفترة طويلة على أسلوب حياة تقليدي. لذلك، يبدو تأكيد عبد الباقي على أن ترتيب صلاة العيد في سانت بطرسبرغ هو مؤشر على سياسة الدولة الروسية تجاه المسلمين ووضعهم الحقيقي مُبسطًا للغاية. فضلا عن ذلك، وكما يتضح من رسالة عبد الرزاق، لم يشارك موظفو السفارة التركية قبل ذلك حتى في صلوات العيد التي نظمها مسلمو سانت بطرسبرغ.
 يبدو أن سببًا آخر لفت انتباه الدبلوماسيين الأتراك إلى الحياة الدينية لمسلمي سانت بطرسبرغ كان مسألة بناء الجامع المسجد في سانت بطرسبرغ، حيث منحت السلطات الإذن بجمع التبرعات في عام 1883، بعد نداءات متكررة من الممثلين المعتمدين للجالية المسلمة في سانت بطرسبرغ وشخصيًا من مفتي مدينة أورينبورغ، سليمجيري تيفكليوف[1]. وقد عُيّن أخون عطا الله بايزيدوف[2] مسؤولًا رئيسيًا لجمع التبرعات. وعلى الرغم من جمع التبرعات لبناء المسجد كان يتم في جميع أنحاء منطقة الجمعية الروحية الإسلامية في أورينبورغ، إلا أن سيره كان بطيئًا. في الوقت نفسه، كان بناء الجامع المسجد في العاصمة الروسية حينئذ – سان بطرسبورغ يعني أن هذا المسجد سيصبح المكان الرئيسي للعبادة الإسلامية في الإمبراطورية الروسية.
 
 لعل هذا هو السبب في أن الأنباء حول البناء المقترح لمسجد في سانت بطرسبرغ جذبت اهتمام السلطان عبد الحميد الثاني شخصيا ودفعت النخب العليا في الإمبراطورية العثمانية إلى التفكير في إمكانية تقديم دعم مالي لهذا المشروع. لا نعلم ما إذا كان الباب العالي قد قدّم أي مساعدة فعلية، لكنّ الأهمية المُعلّقة على هذا الموضوع في إسطنبول تتجلى في زيارة كامل باشا، المسؤول رفيع المستوى في ديوان السلطان، لروسيا مرتين (عامي 1895 و1896)، بالإضافة إلى تكليفه بعدد من المهام الدبلوماسية من حيث جمع معلومات عن الأموال اللازمة لبناء المسجد في سانت بطرسبرغ.
 
 ويبدو أن تقارير مسؤولي السفارة العثمانية، التي أشارت إلى أن الصلاة كانت تُقام في أماكن غير صالحة لذلك، وفي ظروف مخالفة للشريعة الإسلامية، قد عزّزت أيضًا من وجهة نظر السلطان بضرورة مساعدة مسلمي سانت بطرسبرغ في بناء المسجد.
الوثائق الأصلية المنشورة محفوظة في الأرشيف العثماني (إسطنبول).
 
 
الوثائق
 
رقم 1
 
19 مايو 1890 – من تقرير عبد الرزاق، السكرتير الثالث في السفارة العثمانية في سانت بطرسبرغ، إلى مستشار السلطان، درويش باشا.
 
…بهذا الشكل، لم يُهمل خادمكم المطيع، منذ وصوله إلى سانت بطرسبرغ وحتى الآن، دراسة هذه الظروف فحسب، بل شارك أيضًا، أداءً لواجباته الدينية، في صلاة العيد خلال عيد الفطر الأخير[3]. ونظرًا لعدم وجود مسجد للمسلمين هنا تم تحديد قاعة الدوما في المدينة (صالون البلدية)[4] مكانًا لإقامة صلاة العيد، وقد التقى خادمكم المطيع بالإمام التتري المحلي، عطاء الله أفندي، وأبلغه بنيته. وبعد أن عبَّر الإمام عن استيائه الشديد لعدم حضور أي فرد من موظفي سفارتنا [الصلاة] قبل ذلك، أعرب عن فرحه البالغ، وأضاف أنه سيُهيئ لي مكانًا في الصف الأمامي [من المصلين]. في صباح يوم العيد، طلبتُ عن قصد عربةً مزخرفةً ببذخٍ وانطلقتُ إلى مكان الصلاة. بعد أن صعدتُ درجًا طويلًا وصادفتُ عددًا كبيرًا من الرجال المتسولين ونساء مرتديات ثيابا لا تتوافق مع المتطلبات الإسلامية – مسلمين ومسلمات – دخلتُ القاعة التي ستُقام فيها الصلاة. حقًا، كان الانطباع الأول مذهلًا. على جانب القبلة من القاعة، كانت هناك صور كبيرة مغطاة، بالإضافة إلى صور أكبر: على اليمين – صورة مكشوفة للقيصر [الحاكم]، وخلفه – القياصرة الراحلون، ألكسندر الثاني ونيكولاي[5] والقياصرة الأخريات، [وذلك] مع صلبان [مرسومة] على رؤوس الأشخاص المذكورين. وكان من غير اللائق أيضًا أن تظهر على اليسار مجموعة من صور يسوع ومريم وآخرين ممن يصلي لهم المسيحيون، تُعرف بالفرنسية باسم “مصلى”، مع مصباح مشتعل[6]. كان منظر حوالي سبعمائة أو ثمانمائة مسلم مصطفين هناك في صفوفٍ سيُدهش أي شخص. فقد كان معظمهم يرتدون القلنسوات وبجانبها القبعات؛ كان بعضهم بدون لحى وشوارب، وبعضهم محلوق الشارب فقط، وكان لدى بعضهم لحى متشعبة – باختصار، المظهر غير اللائق [بالنسبة للمسلمين] الذي شاهدناه عند الأوروبيين. كان من المذهل أيضا رؤية أكثر من مائتي شخص يرتدون القبعات يقفون على جانب واحد من المسجد، أي القاعة. عندما رأوا شخصًا يرتدي طربوشًا عثمانيًا ومعطفًا رسميًا يدخل، بدأ الناس يسألون خادمي عني، وتعبيرات التسلية غير اللائقة تنعكس على وجوههم. ألقى الإمام، بعد تلاوة العديد من الأحاديث عن فضائل صدقة الفطر[7]، خطبة باللغة التترية التركية (التي فهمتها تمامًا) عن أهمية نظافة وترتيب اللباس. بعد ذلك، أخذ عصا طويلة في يده، وصعد درجتي المنبر المرتجل إلى مقعده وألقى الخطبة. بعدما ذكر فيها أسماء الخلفاء الصالحين الأربعة وتلا بعض الآيات القرآنية الشهيرة، اختتم الخطبة بعبارة: “فلنصلي أيضًا من أجل توفيق وصحة جلالتنا، ألكسندر الثالث، وولي عهده، تساريفيتش نيقولاي، وزوجته الكريمة”. بعد ذلك أُقيمت الصلاة. وبعد أن عرّف الإمام خادمكم المطيع على الجنرال المتقاعد جنكيز خان[8] والعديد من “ذرية الخان” أصحاب المطاعم، تفرق الجمع. ونزل خادمكم المطيع الدرج ووزّع باسم جلالة خلافته كل ما كان بحوزته صدقة على المتسولين المذكورين. […].
 
ومع أنه لا يوجد ما يدعو للشك في تقوى الإمام عطاء الله أفندي، ]إلا أنه[ تلقى تعليمه في مدرسة روسية، ويدفع له الروس مرتبا قانونيًا، ومنحوه كذلك رتبةً تُعادل رتبة موظف مدني من الدرجة الأولى (ūlā rütbesi)[9] العثمانية. يعلم المسلمون هنا أن عطاء الله أفندي، بقبعته وزيه العسكري، قد انضم إلى الروس[10]، وكثيرون يكرهونه [لهذا السبب] […]..
 
رقم 2
 
 1 شوال 1308 هـ = 28 أبريل 1891م – من تقرير السيد عبد الباقي، السكرتير الأول للسفارة العثمانية في سانت بطرسبرغ، إلى السلطان.
 
… كما ذُكر في التقرير السابق، نظرًا لعدم وجود مسجد في سانت بطرسبرغ، تُقام الصلوات الخمس في بعض الأماكن الخاصة[11]. ولكن، ونظرًا لكثرة المصلين، كانت الحكومة الروسية تُخصص مكانين أو ثلاثة أماكن لإقامة صلاة العيد، في ظاهر الأمر حرصًا منها على المسلمين، ولكن في الواقع، بغرض الإشراف على المجتمعين ومراقبتهم. من أهم هذه الأماكن كانت قاعة مجلس الدوما لمدينة سانت بطرسبرغ.[12] بعد أن سمعتُ أن العديد من المصلين يتجمعون هناك، قررتُ زيارتها. ولأن ارتداء الطربوش سيكون ملفتًا للنظر ما سيعيق المراقبة، ارتديتُ قبعة تترية (قلنسوة تترية) لتجنب التعرف عليّ، وتوجهتُ نحو المكان المحدد. حين اقتربتُ من أبواب ]الصالة[ رأيتُ رجالًا يصلون المكان وهم مرتدون قبعات. كان مظهرهم يوحي بأنهم روس، لكنني فوجئت بسماعهم يحيون بعضهم البعض وفقًا للتقليد الإسلامي. بعضهم، عند الدخول، ترك قبعاته مع الحارس، وأخرجوا القلنسوات والطرابيش (الطقطقة والقلنسوة) من جيوبهم، وارتدوها؛ بينما صعد بعضهم الآخر الدرج بقبعاتهم، مما تركني في دهشة تامة. وأخيرًا، صعد هذا الشخص الوضيع (يقصد نفسه مخاطبا السلطان) أيضًا ودخل القاعة الكبيرة المخصصة للصلاة. وعلى الرغم من أن الأثاث في هذه القاعة، المخصصة لحفلات العشاء الكبيرة واجتماعات مجلس المدينة، قد تم نقله إلى جانب واحد، مما أعطى مساحة للمصلين، إلا أن خمس أو ست لوحات زيتية كبيرة جدًا على الحائط لم تتم إزالتها، ولم تُغطَّ بالكتان إلا تلك التي في مواجهة القبلة. أما تلك الموجودة على الجانبين وخلف المصلين فقد بقيت غير مغطاة. فيما تبقت اللوحات المغطاة المواجهة للقبلة تحتفظ بزخارفها على شكل صليب. أما اللوحات المكوشفة فقد أظهرت صورًا بالحجم الطبيعي للإمبراطور الحالي ألكسندر الثالث، وأحد أسلافه الجليلين، ألكسندر الأول، ووالده ألكسندر الثاني. بعد فحص جدران هذه القاعة، التي تشبه متحفًا، أو بالأحرى كنيسة، نقلت اهتمامي إلى المسلمين المجتمعين. كان هناك حوالي ثلاثمائة منهم، بعضهم يرتدي عمائم، وبعضهم يرتدي قلنسوات أو القَلْبَق، ولكن أيضا بعضهم ارتدى قبعات. على الألواح العارية للأرضية المصقولة، المناسبة جدًا للرقص، فرش أولئك الذين جاؤوا أغطية سرير بيضاء أحضروها معهم كسجاد للصلاة. تم نصب درج من درجتين ليكون بمثابة منبر في اتجاه القبلة. جرت العادة في جميع أنحاء الإمبراطورية العثمانية تلاوة التكبير بالإجماع من قبل المؤمنين المجتمعين في المسجد لصلاة العيد، بينما التزم المسلمون هنا الصمت، كما لو كانوا متهمين [في المحكمة]، وبدا أن معظم الحاضرين ليس لديهم تصور لآداب السلوك [الإسلامي] وعادات الشعائر الدينية. […].
 
اقترب عطاء الله أفندي بايزيدوف، الذي رويت مضمون حديثي معه في التقرير السابق، إلى المحراب. وأُقيمت الصلاة في صمت، دون تكبيرات المؤذن الجهيرة. بعد ذلك، صعد الإمام درجات المنبر، وألقى الخطبة التي لفتت انتباهي فيها عدة نقاط. أولًا، عند ذكر أسماء الخلفاء الراشدين الأربعة، لم يستخدم عبارة “خليفة رسول الله” في حق أيٍّ منهم، واقتصر على وصفهم بـ”أمير المؤمنين”. من المرجح جدًا أن الإشارة إلى الخلفاء الراشدين الأربعة، خلافًا للتقاليد، بـ”أمراء المؤمنين” فقط، كانت تُعزى إلى استياء الحكومة الروسية من عبارة “خليفة رسول الله” أكثر منها إلى عادة شائعة بين التتار. بعد انتهاء الخطبة، انتقل الخطيب إلى إلقاء الوعظ باللغة التترية، وتلا عدة أدعية موجهة إلى القيصر، ثم نزل من المنبر. إن وجود اختلافات طفيفة في الخطبة، فضلا عما ذُكر سابقًا، عن الخطب التي تلقى في الدولة العثمانية، يُشير إما إلى أنها خضعت لرقابة الحكومة الروسية، أو أن التتار أنفسهم، تفاديًا للمشاكل، عدّلوا محتواها بأنفسهم. على وجه الخصوص، يبدو أن إلقاء الخطيب للخطبة، التي في جوهرها هي دعاءٌ للقيصر، من على المنبر وباللغة الأتراكية حصرًا، مرتبطٌ برغبةٍ في إبراز غياب علاقة بين الخطبة والدعاء للقيصر.
 
انطلاقًا من قناعتي بأن المشاهدات التي فصّلتها أعلاه ستُمكّننا من استخلاص استنتاجاتٍ حول وضع المسلمين الروس، فإنني أتجرأ على تقديمها إلى جانب ملحقٍ لخطابي المتواضع، مقتطفًا من مقالٍ نُشر مؤخرًا في صحيفة “نوفوية فريميا” البطرسبرغية ردًّا على “ردية”[13] عطا الله أفندي، “إلى أعلى العتبات”.
 
المصدر: وثائق عن تاريخ منطقة فولغا-الأورال في القرنين السادس عشر والتاسع عشر من المكتبات الأثرية التركية: مجموعة وثائق / تأليف: إ. أ. موستاقيموف؛ تحرير: د. إ.  إبراهيموف – قازان: جاسير، 2008.


[1] تيفكيليف سليمجيري (1865 – 1885) – المفتي الرابع للجمعية الروحية الإسلامية في أورينبورغ.
[2] عطا الله بايزيدوف (1847-1911) – شخصية دينية وعامة، وناشر، وإمام الرعية الإسلامية الثانية في سانت بطرسبرغ، ومترجم، ومحاضر لدى وزارة الخارجية الروسية.
[3] يوافق عيد الفطر الأول من شوال من كل عام هجري، في عام 1890م توافق في 9 مايو حسب التقويم اليولياني.
[4] قاعة ألكسندر في مجلس مدينة سانت بطرسبرغ على الأرجح.
[5] يُقصد القيصر نيكولاي الأول (1825-1855). 
[6] على ما يبدو المصباح الأيقوني (أحد معاني الكلمة الفرنسية  сhapelle).
[7] الزكاة الواجبة في شهر رمضان كان مقدارها صاع من القمح (3.272 كجم) (الخديوية: شرح الشريعة الإسلامية – طشقند، 1994 – ص 118-120).
[8] يبدو أن المقصود هو الفريق الجنرال سلطان حجي عُبيد الله جنكيز خان (1840 -؟)، ابن جنكيز خان، حاكم قبيلة بوكاييف. كان شخصية فاعلة في المجتمع المسلم في سانت بطرسبرغ. وكان عضوًا في “لجنة بناء الجامع المسجد في سانت بطرسبرغ”، التي شُكِّلت عام 1906.
[9]  Ûlâ rütbesi, rütbe-i ûlâ “أولّا رتبيسي، الرتبة الأولى” – رتبة مدنية في جدول الرتب العثمانية (تسفيتكوف ب.، القاموس التركي الروسي، سانت بطرسبرغ، 1902، ص 146). لم يكن من الممكن تحديد الرتبة الروسية التي تُقابلها.
[10] أي أنه أصبح ممثلاً للمجتمع الروسي، الذي قارنه مؤلف الوثيقة بالمجتمع الإسلامي في الإمبراطورية الروسية.
[11] في القرن التاسع عشر، كانت شقق الأئمة الشخصية تُستخدم لإقامة الصلوات (في الغالب صلاة الجمعة). وفي الأعياد الدينية، كانت تُؤجر حجرات خاصة (قاعة المجلس الأعلى، وقاعة ألكسندر في مجلس دوما المدينة، ومدرسة فرسان الحرس، وإدارة الأراضي الإقليمية، وغيرها).
[12] على ما يبدو المقصزد هو قاعة ألكسندر في مجلس الدوما لمدينة سانت بطرسبرغ.
[13] الردية هو عمل جدلي في الدفاع عن الدين الإسلامي، وعادة ما يكون ضد الأعمال النقدية للمبشرين والعلماء المسيحيين.