الأسلاف الأوروبيون لطبعة قازان للقرآن الكريم

عن ظاهرة قرآن قازان – عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، وعن الناشرين والمطابع، وعن الأشخاص
الذين بات بفضلهم ذلك ممكنا (أهل الإحسان، والعلماء، والخطاطين)، وعن تأثير طباعة القرآن الكريم على
الثقافة التتارية. ولكن قبل أن نبدأ بالحديث عن مصاحف قازان، دعونا نستعرض كيف تمت طباعة القرآن
الكريم في المطابع الأوروبية في القرنين السادس عشر والتاسع عشر.
تمت طباعة النص العربي للقرآن الكريم لأول مرة في البندقية عام 1530 من قبل الناشر الإيطالي
باجانينيو باجانيني. ونفذت الطباعة مع العديد من الأخطاء، مما أجبر الناشرين على إتلاف الطبعة. ولم يبق
حتى يومنا هذا إلا نسخة واحدة منها (انظر الصورة).
في عام 1694، صُدر القرآن الكريم باللغة العربية ومقدمة باللغة اللاتينية في هامبورغ بمبادرة من
عالم اللاهوت البروتستانتي أبراهام هينكلمان. وقد وضعت هذه الطبعة عدة معايير لنشر القرآن الكريم، ففي
بداية السور كانت توضع معلومات عن مكان نزول الوحي، وتم إدراج ترقيم للآيات، وفي نهاية النص وضع
الفهرس. ظلت هذه الطبعة لسنوات عديدة مصدرًا رئيسيًا للعلماء الأوروبيين للقرآن الكريم. أمّا في عام
1698م، تمت طباعة القرآن الكريم في بادوفا على يد عالم اللاهوت لودوفيكو ماراكشي. احتوت هذه الطبعة
المكونة من مجلدين، والتي حملت عنوان «Alcorani Textus Universus Arabice et Latine» –
“النص القرآني العالمي العربي واللاتيني”، على النص العربي وترجمته إلى اللاتينية بالإضافة إلى
التعليقات.
في عام 1834، تأسست في لايبزيغ مطبعة بغرض نشر القرآن الكريم، حيث كان يتم تنفيذ أعمال النشر تحت
إشراف المستشرق الألماني غوستاف فلوغيل. وقد تمت طباعة القرآن الكريم هنا عدة مرات على مدى عدة
عقود.
لقد عدّدنا المحاولات الهامة والبارزة لنشر النص المطبعي للقرآن الكريم، إلا أن تاريخ طباعة القرآن الكريم
في أوروبا لا يقتصر على هذه الطبعات من المطابع الألمانية والإيطالية.
تم طباعة القرآن الكريم لأول مرة في روسيا عام 1787 في مطبعة يوهان كارل شنور الآسيوية في مدينة
سانت بطرسبرغ، التي كانت عاصمة للأمبراطورية الروسية آنذاك، بأمر من القيصرة يكاتيرينا الثانية
وبأموال الدولة في طبعة بلغت 1200 نسخة. وسنحكي لكم عن تفاصيل ذلك في المنشور القادم.
*المواد مقدمة من مؤسسة الميزانية الحكومية “متحف محمية “كرملين قازان”
**المصدر: https://islamosfera.ru/pervye-pechatnye-izdaniya-musxafov-korana/
منشورات أخرى
جميع المنشورات
تاريخ المدرسة المحمدية - الجزء 1
23 أغسطس
مساجد مستوطنة التتار القديمة
من بين المعالم التاريخية والمعمارية لمستوطنة التتار القديمة هناك نصب تذكاري يثير لدى المسلمين على مدار قرنين من الزمن شعورا خاصا - شعورا بالتوقير. هذا النصب هو أحد أقدم وأول مسجدين حجريين في المدينة، تم بنائهما بعد فتوحات خانية قازان، وقد بات المسجد معروفا الآن باسم الشخصية الدينية البارزة شيغابوتدين مَرجاني.
